‌‌باب في القوم يجلسون ولا يذكرون الله2

سنن الترمذى

‌‌باب في القوم يجلسون ولا يذكرون الله2

حدثنا محمد بن مرزوق قال: حدثنا عبيد بن واقد قال: حدثنا سعيد بن عطية الليثي، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء»: «هذا حديث غريب»

الدُّعاءُ سِلاحُ المُؤمنِ، وهو من العِباداتِ الجَليلةِ والعَظيمةِ، وقد جاءَت النُّصوصُ الكَثيرةُ من الكِتابِ والسُّنَّةِ على أهَمِّيَّةِ الدُّعاءِ وفوائِدِه، وما لصاحِبِه من الأجرِ العَظيمِ، وكَثيرٌ من النَّاسِ يَدعو اللَّهَ تعالى ويَتَمَنَّى تَحَقُّقَ إجابَتِه، ولاستِجابةِ الدُّعاءِ أسبابٌ، وفي هذا الحَديثِ سَبَبٌ من أسبابِ استِجابةِ الدُّعاءِ؛ فمَن سَرَّه -أي: أعجَبَه وفرِحَت نَفسُه، ويُريدُ أن يَكونَ في سُرورٍ وانشِراحِ صَدرٍ- أن يَستَجيبَ اللَّهُ له في أوقاتِ الشِّدَّةِ -وهي الحادِثةُ الشَّاقَّةُ- والكَربِ، وهو الغَمُّ الذي يَأخُذُ بالإنسانِ، فعليه أن يَكونَ مكثِرًا من الدُّعاءِ في أوقاتِ الرَّخاءِ، أي: في حالِ صِحَّتِه وفراغِه وعافيَتِه؛ لأنَّ الغالبَ على النَّاسِ أنَّهم يَدعونَ اللهَ أيَّامَ الشِّدَّةِ، أمَّا أيَّامُ الرَّخاءِ فيَنسَونَه؛ فلهذا جاءَ الأمرُ بالإكثارِ بالدُّعاءِ أيَّامَ الرَّخاءِ، فمَن عَرَف اللهَ في الرَّخاءِ عَرَفه اللَّهُ تعالى في الشِّدَّةِ.
وفي الحَديثِ بَيانُ سَبَبٍ من أسبابِ استِجابةِ الدُّعاءِ.
وفيه أهَمِّيَّةُ الإكثارِ من الدُّعاءِ في أوقاتِ الرَّخاءِ .