باب في المرأة تؤذي زوجها
سنن ابن ماجه
حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة
عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تؤذي امرأة زوجها إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل أوشك أن يفارقك إلينا" (2).
كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم دائمًا ما يُحذِّرُ النِّساءَ مِنْ إغضابِهِنَّ لأزواجِهِنَّ بما لَهُنَّ في الآخِرةِ مِنْ عقابٍ على كُفرانِهِنَّ للعشيرِ، أو لَعْنِ الملائكةِ لعاصيةِ زَوْجِها، وما للرَّجُلِ في الجَنَّةِ مِنَ الحُورِ العِينِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا تُؤذِي امرأةٌ زَوجَها في الدُّنيا"، أي: تتسبَّبُ أو تُصيبُ زوجَها المؤمنَ بشرٍّ، بقولٍ أو فعلٍ يَنهى عنه الشَّرعُ، "إلَّا قالت زوجتُه"، أي: مِن أهلِ الجنَّةِ، وهي "مِن الحُورِ العِينِ"، والحَوْراءُ هي شديدةُ بياضِ العَيْنِ، والعِينُ- بالكَسرِ- هي واسعةُ العَيْنِ: "لا تُؤذيه، قاتَلَكِ اللهُ"، أي: عادَاكِ أو قتَلَكِ أو لعَنَكِ، وهي غالبًا كلمةٌ تُستخدَمُ على اللِّسانِ ولا يُرادُ حَقيقةُ معناها، كـ"ثَكِلَتْك أمُّك" ونحوِ ذلك، "فإنَّما هو عندَكِ دخيلٌ"، أي: ضيفٌ غريبٌ نَزيلٌ عندَكِ، "يُوشِكُ أن يفارِقَكِ إلينا"، أي: قريبًا يتركُكِ ويدخُلُ الجنَّةَ فيكونُ معنا.
وفي الحديثِ: التَّرهيبُ الشَّديدُ مِنْ إيذاءِ الزَّوجةِ لزَوْجها.
وفيه: دَلالةٌ على أنَّ المَلَأ الأعلى يَطَّلِعونَ على أعمالِ أَهْلِ الدُّنيا.
وفيه: غَيرةُ الحُورِ العِينِ على أزْواجِهِنَّ في الدُّنيا.