باب في بناء المساجد
حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أمرت بتشييد المساجد»، قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن تزيين المساجد؛ من أجل ألا تدخل الدنيا بيوت الله التي تقربهم من الآخرة فيتعلق الناس بها فينصرفوا عن خشوعهم وخضوعهم لله عز وجل
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أمرت"، أي: ما أمرني الله عز وجل ولا كلفني، "بتشييد المساجد"، والتشييد: هو المبالغة في البناء والتطويل فيه، والمقصود عدم التكلف في بناء المساجد، وعدم رفع بنائها والتطويل فيه
ثم علق عبد الله بن عباس رضي الله عنه- راوي الحديث- قائلا: "لتزخرفنها"، أي: سوف تزينون المساجد وتبتعدون عن وصية نبيكم لكم، "كما زخرفت اليهود والنصارى"، أي: كما زينت اليهود صوامعهم وكما زينت النصارى كنائسهم، وهذا القول له حكم الرفع؛ كأنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ هو من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بالوحي
وفي الحديث: النهي عن تزيين المساجد