باب: في ترك عيب الطعام
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاب طعاما قط كان إذا اشتهاه أكله وإن لم يشتهه (3) سكت. (م 6/ 134
الطَّعامُ والشَّرابُ مِن رِزقِ اللهِ تعالَى الَّذي مَنَّ به علينا، فإذا عابَ المَرءُ ما كَرِهَه مِن الطَّعامِ، فإنَّه قد رَدَّ على اللهِ سُبحانه رِزقَه، وقد يَكرَهُ بعضُ النَّاسِ مِن الطَّعامِ ما لا يَكرَهُه غَيرُه، ونِعمُ اللهِ تعالَى لا تُعابُ، وإنَّما يَجِبُ الشُّكرُ عليها، والحَمدُ للهِ لأجْلِها؛ لأنَّه لا يَجِبُ لنا عليه شَيءٌ منها؛ بلْ هو مُتفضِّلٌ في إعْطائِه، عادلٌ في مَنْعِه، ولأجْلِ ذلك كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَعيبُ طَعامًا أبدًا، وإنَّما كان يَأكُلُه إذا اشْتَهاه وأرادَه، فإذا لم يُحِبَّه ترَكَه ولم يَعِبْه؛ تأدُّبًا معَ اللهِ تعالَى في عدَمِ إبْداءِ الكَراهةِ لرِزقِه.
وهذا مِن حُسنِ رِعايةِ النِّعمِ؛ حتَّى لا تَزولَ مِن العَبدِ، كما أنَّه يدُلُّ على حُسنِ الخُلقِ.