باب في ذكر أزمة النار
بطاقات دعوية
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام (1) مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها. (م 8/ 149)
جَهنَّمُ مُلتقَى العُصاةِ والكَفرةِ، فيها العَذابُ الأَليمُ لِمنْ خالَف أَمرَه سُبحانَه وتَعالَى، وتَجنَّبَ هِدايتَه وَجعَلَ طاعتَه خَلفَ ظَهرِه
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه يُؤتَى بجَهنَّم يومَ القِيامةِ مِنَ المَكانِ الَّتي خَلقَها اللهُ تَعالى فيهِ، كَما في قَولِ اللهِ تَعالى: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23]، ويكونُ لَها سَبعونَ أَلفَ زِمامٍ، وهوَ ما يُشدُّ ويُربَطُ به، وهذه الأزِمَّةُ الَّتي تُساقُ بها جهنَّمُ تَمنَعُ خُروجَها على أهلِ المحْشَرِ، فلا يَخرُجُ منها إلَّا الأعناقُ الَّتي أُمِرَت بأخْذِ مَن شاء اللهُ أخْذَه، مَع كلِّ زمامٍ سَبعونَ أَلفَ مَلَكٍ يَسحَبونَها، ويَقودونها ويُسَيطِرونَ عليها، واللهُ أعلمُ بكَيفيَّةِ ذلك، أعاذَنا اللهُ منها، والعددُ المذكورُ مِن الملائكةِ مُرادٌ به التَّكثيرُ، وقيل: هو عَددُ رُؤسائهِم، فلا يَبقى للجنَّةِ طَريقٌ إلَّا الصِّراطَ على ظَهرِ جَهنَّم
وفي الحديثِ: عِظَمُ خَلْقِ النَّارِ، أعاذَنا اللهُ تعالَى منها
وفيه: التَّرهيبُ مِن جهنَّمَ ببَيانِ هَولِ صِفتِها حتَّى يَرتدِعَ كلُّ مَن كان له قَلبٌ