باب في فضائل الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما 1
بطاقات دعوية
عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال لقد قدت بنبي الله - صلى الله عليه وسلم - والحسن والحسين بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا قدامه وهذا خلفه. (م 7/ 130
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَحيمًا بالنَّاسِ كِبارًا وصِغارًا، ويَعْتني بالصِّغارِ، يُلاطِفُهُم، ويُعَلِّمُهم حتَّى يَكونوا رِجالًا، خُصوصًا الحسَنَ والحُسينَ رَضيَ اللهُ عنهما.
وفي هذا الحديثِ يَحكي سَلَمَةُ بنُ الأَكوَعِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه أَخَذ يومًا بزِمامِ بَغلَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الشَّهباءِ، فأمسَكَ بلِجامِها وسارَ بها ومَشَى أَمامَها يَقودُها بنَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان الحَسنُ والحُسَينُ ابْنا فاطمةَ وعلِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنهم يَركبانِ معه على هذه البَغلةِ، حتَّى أَدخَلَهم حُجرَةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، هَذا قُدَّامَه، أيِ: الحَسنُ، وهَذا خَلفَه، أي: الحُسينُ، وهذا مِن تَواضُعِه وأخلاقِه الكريمةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما كان عليه مِن كَمالِ الشَّفقةِ، ورَحمتِه للصِّغارِ؛ إذ كان يُركِبُهم على الدَّابَّةِ أمامَه وخَلْفَه، يُلاطِفُهم بذلك ويُؤانِسُهم.
والشَّهباءُ صِفةٌ لـ«بَغلتِه»، وهو مُؤنَّثُ أشهَبُ، وهي الَّتي خالَطَ بَياضَ شَعرِها سَوادٌ، ويَغلِبُ البياضُ فيها السَّوادَ، وهذه البَغلةُ هي الَّتي أهْداها له المُقَوقِسُ، وكانت له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيضًا بَغلةٌ بَيضاءُ أهْداها له صاحبُ أيْلةَ.
وفي الحديثِ: حُبُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لوَلَديهِ الحَسنِ والحُسَينِ.
وفيه: فَضلُ الحَسنِ والحُسَينِ رَضيَ اللهُ عنهما.
وفيه: الارتدافُ على الدَّابَّةِ، وذلك مِن التَّواضُعِ.
وفيه: رُكوبُ أكثرَ مِن شَخصٍ على الدَّابَّةِ إذا تَحمَّلت ذلك دونَ إشقاقٍ عليها.