حدثنا عباس العنبري قال: حدثنا يحيى بن كثير العنبري أبو غسان قال: حدثنا سلم بن جعفر وكان ثقة، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: قيل لابن عباس بعد صلاة الصبح ماتت فلانة لبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فسجد، فقيل له: أتسجد هذه الساعة؟ فقال: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم آية فاسجدوا»، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ": «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه»
يُرسِلُ اللهُ تعالى الآياتِ والعلاماتِ من الزَّلازِلِ والبلايا والمِحَنِ تخويفًا للنَّاسِ ليَعتَبروا ويَتَّعِظوا من ذلك، كما قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59]؛ فلهذا يُشرَعُ عِندَ وُجودِ هذه الآياتِ ذِكرُ اللهِ تعالى والفزَعُ إليه سُبحانَه، وممَّا يُشرَعُ فِعلُه عِندَ وُجودِ الآياتِ السُّجودُ؛ ففي هذا الحَديثِ أمر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا رَأينا آيةً -أي علامةً مَخوفةً، مِثلُ الرِّيحِ الشَّديدةِ، والظُّلمةِ الشَّديدةِ، والزَّلزَلةِ، والسَّيلِ العَظيمِ، والنَّارِ العَظيمةِ، ونَحوِ ذلك، أو مَوتِ عالمٍ كَبيرٍ مُقتَدًى به، أو سُلطانٍ عادِلٍ؛ لأنَّ مَوتَ مِثلِ هؤلاء من الآياتِ- أن نَسجُدَ، وهو السُّجودُ المُتَعارَفُ عليه، وحَمَله بَعضُهم بأنَّ المَقصودَ به الصَّلاةُ، والمُرادُ بذلك كُلِّه الالتِجاءُ إلى اللهِ تعالى ليَدفَعَ عنَّا ما عَساه يَحصُلُ من العَذابِ.
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ السُّجودِ عِندَ وُجودِ الآياتِ .