باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم1
سنن الترمذى
حدثنا خلاد بن أسلم قال: حدثنا محمد بن مصعب قال: حدثنا الأوزاعي، عن أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم، إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»: «هذا حديث حسن صحيح»
النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أفضلُ الخلقِ نَفْسًا، وأفضَلُهم نسَبًا؛ اصطفاه اللهُ تعالى مِن أشرَفِ الأنسابِ وأكرَمِها، كما يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الحديثِ: "إنَّ اللهَ اصطَفى"، أي: اختار "مِن ولَدِ إبراهيمَ إسماعيلَ"، أي: إنَّ اللهَ اصطفى مِن ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، ولَدَه إسماعيلَ وكان رسولًا نبيًّا، "واصطفى"، واختار "مِن ولَدِ إسماعيلَ"، أي: مِن ذُرِّيَّةِ إسماعيلَ "بَني كِنانةَ"، وهم قَبائلُ أبوهم كِنانةُ بنُ خُزيمةَ، "واصطفى مِن بَني كِنانةَ قُريشًا"، أي: واختار اللهُ مِن قَبائلِ كِنانةَ قَبيلةَ قُريشٍ"، وهم أبناءُ نَضْرِ بنِ كِنانةَ، كانوا قد اختَلفوا في البِلادِ، فجمَعهم قُصيُّ بنُ كِلابٍ في مَكَّةَ؛ ولذلك سُمُّوا قُريشًا، مِن التَّقريشِ، وهو الجمعُ؛ لأنَّه جمَعَهم، ومعنى الاختيارِ والاصطِفاءِ باعتبارِ خِصالِهم الحَميدةِ وكريمِ أخلاقِهم، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "واصطفى"، أي: واختار "مِن قُريشٍ"، أي: مِن قَبليةِ قُريشٍ "بَني هاشمٍ"، أي: إنَّ بَني هاشمٍ هم أفضلُ أبناءِ قُريشٍ، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "واصطَفاني"، أي: إنَّ اللهَ اختارَني "مِن بَني هاشمٍ"؛ فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن خِيارِ قُريشٍ، ثمَّ مِن خِيارِ الهاشِميِّين، فهو صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خيارٌ مِن خيارِ مِن خِيارٍ، صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفي الحديثِ: أنَّ النُّبوَّةَ اصطِفاءٌ مِن اللهِ تعالى لخَيرِ البشَرِ.
وفيه: أنَّ أبناءَ إسماعيلَ هم صَفوةُ ولَدِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ.
وفيه: أنَّ بَني هاشمٍ أشرَفُ بيتٍ في قُريشٍ.