‌‌باب في فضل مكة1

سنن الترمذى

‌‌باب في فضل مكة1

حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن حمراء، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحزورة فقال: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت»: «هذا حديث حسن صحيح غريب» وقد رواه يونس، عن الزهري، نحوه ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم «وحديث الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي بن حمراء عندي أصح»

مكَّةُ المكرَّمةُ هي أفضلُ البِقاعِ على وجهِ الأرضِ، وهي أحبُّ البِلادِ إلى اللهِ تعالى، وشُرِّفَت ببيتِ اللهِ الحرامِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عَديِّ بنِ حمراءَ رَضِي اللهُ عنه: "رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم واقِفًا على الحَزوَرةِ"، والحَزْوَرةُ: مرتفِعٌ يُقابِلُ المسعَى مِن جِهَةِ المشرِقِ، كان سُوقًا مِن أسواقِ مكَّةَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُخاطِبًا مكَّةَ: "واللهِ، إنَّكِ لخَيرُ أرضِ اللهِ"، أي: أفضلُها وأعظمُها، "وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ مِنكِ"، أي: بأمرٍ مِن اللهِ، وذلك بَعدَما زاد أذَى قُريشٍ له ولِمَن أسلَم معَه، "ما خرَجتُ"، أي: لبَقيتُ بمكَّةَ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خرَج مُهاجِرًا مِن مكَّةِ إلى المدينةِ.
وفي الحَديثِ: أفضليةُ مَكَّةَ المُكرَّمةِ على غيرِها مِن سائرِ البُلدانِ.
وفيه: مِن تَعظيمِ الأدبِ في مُفارَقةِ بيتِ اللهِ عزَّ وجلَّ.