باب في فضل مكة2
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن موسى البصري قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال: حدثنا سعيد بن جبير، وأبو الطفيل، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: «ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك»: «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه»
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عنهما: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لمكَّةَ"، أي: حينَما خرَج مِنها مُهاجِرًا إلى المدينةِ بإذنِ ربِّه عزَّ وجلَّ، "ما أطيَبَكِ مِن بلَدٍ"، أي: في فضلِها وعظَمتِها وما تشرَّفَت به من وجودِ بيتِ اللهِ تعالى بها، "وأحَبَّك إلَيَّ"، وفي حديثٍ آخرَ: "وأحَبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ"، "ولولا أنَّ قومي أخرَجوني مِنكِ ما سكَنتُ غيرَكِ"، أي: ما خرَجتُ وأقَمتُ في أرضٍ غيرِ مكَّةَ، وذلك بعدَما زاد أذَى قُريشٍ له ولِمَن أسلَم معَه، فأَذِن اللهُ عزَّ وجلَّ لنَبيِّه بالهجرةِ.
وفي الحديثِ: أفضليةُ مكَّةَ على غيرِها مِن سائرِ البُلدانِ.