باب في من نام عن الصلاة، أو نسيها
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، في هذا الخبر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة»، قال فأمر بلالا فأذن وأقام وصلى، قال أبو داود: رواه مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، وعبد الرزاق، عن معمر، وابن إسحاق لم يذكر أحد منهم الأذان في، حديث الزهري هذا، ولم يسنده منهم أحد إلا الأوزاعي، وأبان العطار، عن معمر
الصلاة والعبادات توقيفية، ولا بد أن تفعل كما علمها لنا النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الحديث تعليم وتربية نبوية لمن نسي الصلاة أو غفل عن وقتها؛ حيث يقول أبو هريرة رضي الله عنه -كما جاء في رواية الطحاوي-: "عرس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من خيبر فقال: من يحفظ علينا صلاتنا؟ فقال بلال: أنا، فناموا، فما استيقظوا إلا بالشمس"، أي: خرج وقت صلاة الصبح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تحولوا"، أي: انتقلوا، "عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة"، أي: أصابتكم الغفلة بالنوم عن صلاة الصبح، فأمر صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يسيروا وقتا من الزمان، ويغيروا موضعهم الذي ناموا فيه لإقامة الصلاة. ثم أمر بلالا أن يؤذن ويقيم الصلاة وقضوا صلاة الصبح، وفي حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه الذي أخرجه أبو داود: "ثم نزلوا فتوضؤوا، وأذن بلال فصلوا ركعتي الفجر، ثم صلوا الفجر"
وفي الحديث: مشروعية قضاء فريضة الصبح بعد طلوع الشمس لمن غلبه النوم عند وقت الفجر