باب في وقت صلاة الظهر
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبيدة بن حميد، عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، عن كثير بن مدرك، عن الأسود، أن عبد الله بن مسعود قال: «كانت قدر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصيف ثلاثة أقدام إلى خمسة أقدام، وفي الشتاء خمسة أقدام إلى سبعة أقدام»
في هذا الحديث يبين عبد الله بن مسعود: متى كان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر في فصل الصيف وفي فصل الشتاء، فيقول: "كانت قدر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي: وقت صلاة الظهر، "في الصيف ثلاثة أقدام إلى خمسة أقدام"، أي: من الظل، والقدم يساوي تقريبا (30 سم)، والمعنى: أنه كان يصلي حين يصير ظل كل شيء بمقدار (من 90سم إلى150سم)، "وفي فصل الشتاء" تكون صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للظهر إذا بلغ الظل والفيء "خمسة أقدام إلى سبعة أقدام"، أي: بمقدار (من 150سم إلى210سم)، والمعنى: أن الصلاة إذا كان الحر شديدا تكون متأخرة عن الوقت المعهود قبله إلى أن يكون الظل خمسة أقدام، ويكون في الشتاء أول الوقت خمسة أقدام وآخره سبعة
قيل: والسبب في طول الظل وقصره: هو الزيادة في ارتفاع الشمس في السماء وانخفاضها؛ فكلما كانت أعلى وإلى محاذاة الرؤوس في مجراها أقرب، كان الظل أقصر، وكلما كانت أخفض ومن محاذاة الرؤوس أبعد كان الظل أطول؛ ولذلك ظلال الشتاء ترى أطول من ظلال الصيف في كل مكان