باب فيما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا

باب فيما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا

 حدثنا إسحاق بن الجراح الأذنى حدثنا أبو النضر حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى بكسوة فيها خميصة صغيرة فقال « من ترون أحق بهذه ». فسكت القوم فقال « ائتونى بأم خالد ». فأتى بها فألبسها إياها ثم قال « أبلى وأخلقى ». مرتين وجعل ينظر إلى علم فى الخميصة أحمر أو أصفر ويقول « سناه سناه يا أم خالد ». وسناه فى كلام الحبشة الحسن.

في هذا الحديث يضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في تواضعه صلى الله عليه وسلم ورحمته بالصغار، فتخبر أم خالد -واسمها أمة- بنت خالد بن سعيد رضي الله عنهما: أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبيها، وعليها قميص أصفر، فقال صلى الله عليه وسلم: «سنه سنه»، وهي باللغة الحبشية: حسنة
ثم ذهبت تلعب بخاتم النبوة الذي بين كتفيه صلى الله عليه وسلم، فنهرها أبوها وزجرها عن ذلك، فأمره صلى الله عليه وسلم أن يتركها، ثم قال لها صلى الله عليه وسلم: «أبلي وأخلقي»، وكرر هذا الدعاء ثلاثا، أي: البسي وعيشي إلى أن يصير ما تلبسينه خلقا باليا، وهو دعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم لها إذ لبست ثوبا جديدا
ويخبر عبد الله بن المبارك -أحد رواة الحديث- أن أم خالد رضي الله عنها عاشت عمرا طويلا، ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ذكر الراوي زمنا طويلا من بقائها. وقيل: فبقي القميص زمنا طويلا، حتى ذكر الناس ذلك؛ لخروجه في البقاء عما جرت به العادة
وفي الحديث: الدعاء لمن لبس ثوبا جديدا
وفيه: بيان بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
وفيه: حلمه صلى الله عليه وسلم وسعة صدره في التعامل مع الأطفال