باب قبلة الرجل

باب قبلة الرجل

 حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع حدثنا مطر بن عبد الرحمن الأعنق حدثتنى أم أبان بنت الوازع بن زارع عن جدها زارع وكان فى وفد عبد القيس قال لما قدمنا المدينة فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبى -صلى الله عليه وسلم- ورجله - قال - وانتظر المنذر الأشج حتى أتى عيبته فلبس ثوبيه ثم أتى النبى -صلى الله عليه وسلم- فقال له « إن فيك خلتين يحبهما الله الحلم والأناة ». قال يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلنى عليهما قال « بل الله جبلك عليهما ». قال الحمد لله الذى جبلنى على خلتين يحبهما الله ورسوله.
__________
معانى بعض الكلمات :
العيبة : مستودع الثياب

كان الصحابة يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ويعظمونه، ويتحينون فرص لمس يده أو جلده، بالتسليم عليه أو تقبيله، ومن ذلك أن وفد عبد القيس لما قدموا المدينة مسلمين، قبلوا يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله، وكان منهم زارع بن عامر بن عبد القيس الذي روى هذا الحديث، فقال: "لما قدمنا المدينة، فجعلنا نتبادر من رواحلنا"، أي: لما جئنا إلى المدينة مسلمين، وصلنا عند النبي صلى الله عليه وسلم نتسارع في النزول عن ركابنا من الإبل وغيرها؛ ليسبق بعضنا بعضا، "فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله"، أي: دون أن ينكر علينا، وإقرار منه صلى الله عليه وسلم لفعلهم
قال زارع بن عامر: "وانتظر المنذر الأشج"، أي: لم يسارع كالذين سارعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان على رأس وفد عبد قيس ومقدمتهم، "حتى أتى عيبته"، أي: مستودع ثيابه، "فلبس ثوبيه"، أي: مستحسنا لأحسن ثيابه وقيل: كانت بيضا، "ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن فيك خلتين"، أي: خصلتين، "يحبهما الله، الحلم والأناة"، والحلم: العقل، والأناة: الترفق وعدم التعجل، فقال المنذر: "يا رسول الله، أنا أتخلق بهما"، أي: أكتسبهما في حياتي، "أم الله جبلني عليهما؟"، أي: جعلهما الله في دون اكتساب لهما وتعود عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل الله جبلك عليهما" ،فقال المنذر: "الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله"، أي: شاكر لله عز وجل على ما جعل فيه من الصفات الحميدة
وفي الحديث: فضل خلقي الحلم والأناة
وفيه: حمد الإنسان لله تعالى على ما جبله عليه من الأخلاق الحميدة