باب {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام}
بطاقات دعوية
عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: لم يبق ممن صلى القبلتين غيري.
كان أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه خادِمًا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدْ دَعا له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَثرةِ المالِ والولَدِ وطُولِ العُمرِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لم يَبقَ أحَدٌ مِن أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّن صلَّى القِبلَتَينِ غيرُه، ويَعني بالقِبلَتَينِ المَسجِدَ الأقْصى والمَسجِدَ الحَرامِ، أي: إنَّ كلَّ مَن شهِدَ الصَّلاةَ إلى بيتِ المَقدِسِ، ثمَّ تَحْويلَ القِبلةِ، والصَّلاةَ إلى البيتِ الحَرامِ؛ ماتوا جَميعًا ولم يَبْقَ منهم غيرُه، وفي هذا إشارةٌ إلى أفْضليَّةِ مَن صلَّى القِبلَتَينِ.
وأنَسٌ رَضيَ اللهُ عنه هو آخِرُ مَن ماتَ منَ الصَّحابةِ بالبَصرةِ، وذلك في سَنةِ إحْدى وتِسْعينَ، وقيلَ: سَنةَ اثنَتَينِ وتِسعينَ، وقيلَ: سَنةَ ثَلاثٍ وتِسعينَ منَ الهِجْرةِ. أمَّا آخِرُ مَن مات منَ الصَّحابةِ مُطلَقًا فهو أبو الطُّفَيلِ عامِرُ بنُ واثِلةَ رَضيَ اللهُ عنه، وتوُفِّيَ سنةَ 100 هـ، وقيلَ: سنةَ 102 هـ، وقيلَ غيرُ ذلك.