باب قول الله تعالى {يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم}
بطاقات دعوية
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركب راحلته بذي الحليفة، ثم يهل حتى تستوي (وفي طريق آخر: حين استوت 2
كان أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرقُبون رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لِيَتعلَّموا منه شَعائرَ الإسلامِ وسُنَّتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِن ذلك شَعيرةُ الحجِّ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عَبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه رَأى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَركَبُ راحِلتَه -أي: بَعيرَه الذي يَرتحِلُ عليه- وهو خارجٌ لِحَجَّةِ الوداعِ مِن ذي الحُلَيْفةِ، وهي المعروفة الآنَ بآبارِ عَلِيٍّ، وهو مِيقاتُ أهلِ المدينةِ ومَن مرَّ بها مِن غيرِ أهْلِها، وهو مَوضعٌ مَعروفٌ في أوَّلِ طَريقِ المدينةِ إلى مكَّةَ، بيْنه وبيْن المدينةِ نحْوُ سِتَّةِ أميالٍ (13 كِيلو مترًا تَقريبًا)، وبيْنه وبيْن مكَّةَ نحْوُ مِئتي مِيلٍ تَقريبًا (408 كيلو مترًا تقريبا)، وهو أبعَدُ المواقيتِ مِن مكَّةَ.
قال: ثمَّ يُهِلُّ حِين تَستَوي قائِمةً، فيَرفَعُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَوتَه بالتَّلبيةِ عِندَما تَقومُ به دابَّتُه وتَعتدِلُ في قِيامِها، وصِيغةُ التَّلبيةِ -كما في الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ ابنِ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما- هي: «لَبَّيكَ اللَّهُمَّ لَبَّيكَ، لَبَّيكَ لا شَريكَ لك لَبَّيكَ، إنَّ الحمْدَ والنِّعمةَ لك والمُلْكَ، لا شَريكَ لك».
وفي الحديثِ: رفْعُ الصوتِ بالتلبيةِ عِندَ ابتداءِ الإهلالِ، وعِندَ استواءِ الراحلة قائمةً، أو رُكوبِ السيَّارةِ ونحوِها والتوجُّهِ بها للطريقِ.
/ 148) به قائمة. (وفي رواية: كان إذا أدخل رجله في الغرز، واستوت به ناقته قائمة أهل من عند مسجد ذي الحليفة 3/ 219)