‌‌باب كراهية صوم يوم عرفة بعرفة1

سنن الترمذى

‌‌باب كراهية صوم يوم عرفة بعرفة1

حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا إسماعيل ابن علية قال: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر بعرفة، وأرسلت إليه أم الفضل بلبن فشرب» وفي الباب عن أبي هريرة، وابن عمر، وأم الفضل.: «حديث ابن عباس حديث حسن صحيح» وقد روي عن ابن عمر قال: «حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه - يعني يوم عرفة - ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه» والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم: يستحبون الإفطار بعرفة ليتقوى به الرجل على الدعاء، وقد صام بعض أهل العلم يوم عرفة بعرفة "
‌‌_________

كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم يَتحرَّوْنَ أفعالَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأحوالَه، ويَتعلَّمونَ منه مَناسِكَ الحَجِّ والعُمرةِ لِيَقتَدوا به.
وفي هذا الحَديثِ تَحكي أُمُّ الفَضلِ بِنتُ الحارِثِ، زَوجُ العبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ رَضيَ اللهُ عنهما، أنَّ الصَّحابةَ رَضيَ اللهُ عنهم شَكُّوا يَومَ عَرفةَ في صَومِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هل صام ذلك اليَومَ -لِكَثرةِ ما وَرَدَ في فَضلِ صِيامِه مِنَ الأحاديثِ- أو أفطَرَ؟! وكان ذلك في حَجَّةِ الوَداعِ في السَّنةِ العاشِرةِ مِنَ الهِجرةِ.
فبعَثَتْ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِشَرابٍ، إناءٍ مِن لَبَنٍ، فشَرِبَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو واقِفٌ على جَبلِ عَرَفاتٍ، وعِندَ ذلك تَأكَّدَتْ رَضيَ اللهُ عنها، وتَأكَّدَ النَّاسُ مِن إفطارِه، وذلك لِيَتقَوَّى في هذا اليَومِ الفَضيلِ على الدُّعاءِ والعِبادةِ.
وفي الحَديثِ: جَوازُ الأكلِ والشُّربِ في المَحافِلِ.
وفيه: قَبولُ الهَديَّةِ مِنَ النِّساءِ، ولم يَسألْها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنْ كان مِن مالِها أو مِن مالِ زَوجِها؛ لِأنَّ مِثلَ هذا القَدْرِ لا يُشاحِحُ النَّاسُ فيه.
وفيه: أنَّ الواقِفَ بعَرفةَ الأوْلى له الفِطرُ.