باب: كل مسكر حرام
بطاقات دعوية
عن جابر - رضي الله عنه - أن رجلا قدم من جيشان وجيشان من اليمن فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له المزر فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أو مسكر هو قال نعم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل مسكر حرام إن على الله عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار. (م 6/ 100
لقدْ بَيَّنَت الشَّريعَةَ خُطورَةَ شُرْبِ الخمرِ وقَدْرَ حُرْمتِه، وأَكَّدَ على ذَلكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما: أنَّ رَجُلًا قَدِمَ مِن جَيْشَانَ -اسمُ مَكانٍ باليَمَنِ- فسَألَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن شَرابٍ يَشْرَبونه بأَرْضِهم باليمنِ، هَذا الشَّرابُ يَصنَعونه مِن ثِمارِ نَباتِ الذُّرَةِ، وهي الحَبُّ المعروفُ، يُسمُّونه المِزْرَ، بكَسْرِ الميمِ، فسَألَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ يَسكَرُ مَن يَشرَبُه؟ فأجاب الرَّجلُ أنَّه مُسكِرٌ، فأَخبَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ كُلَّ مُسكِرٍ حَرامٌ، أي: إنَّ كلَّ شَرابٍ يُسكِرُ العقلَ ويُذهِبُه، فهو حَرامٌ؛ فهذا الحديثُ وهذا القَولُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصْلٌ في تَحْريمِ تَناوُلِ جَميعِ المُسكِراتِ المُغطِّيةِ للعَقلِ، على اختِلافِ أشْكَالِها وألْوانِها.
ثُمَّ بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَعيدَ اللهِ لمَن يَشرَبُ الخَمرَ والمُسكِراتِ مِن أيِّ شَرابٍ كانت، فقال: إنَّ على اللهِ عزَّ وجلَّ عَهدًا، أي: جَعَلَه على نَفسِه سُبحانَه وتَعالَى، لِمَنْ يَشرَبُ ما يُسكِرُ، ولم يَتُبْ مِن شُرْبِه ومات مُصِرًّا على شُرْبِه؛ أنْ يَسقِيَه في الآخرةِ مِن طِينَةِ الخَبالِ، فسَألَه الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم عن طِينَة الخَبالِ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «عَرَقُ أَهلِ النَّارِ، أو عُصارَةُ أهلِ النَّارِ»، وهو ما يَسيلُ مِن جُلودِهم مِن قَيْحٍ وصَديدٍ وجُلودٍ ذائبةٍ مِن شدَّةِ النَّارِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ عِلَّةِ التَّحريمِ في الخَمرِ، ألَا وهِيَ الإسكارُ؛ فحَيثُما وُجِدَتْ في شَرابٍ فَهُو خَمرٌ.
وفيه: وَعيدٌ شديدٌ لشَاربي الخَمرِ، وَبَيانُ ما أَعدَّه اللهُ لَهم من العَذابِ في الآخرَةِ.