باب كيف كان يصوم النبى -صلى الله عليه وسلم-
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبى النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبى -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته فى شهر أكثر صياما منه فى شعبان.
صَوْمُ شَهْرِ رمَضانَ ركنٌ من أركانِ الإسلامِ الخمسَةِ، وهو مِن أجَلِّ العِباداتِ الَّتي يَفعَلُها المسلِمون؛ فيَنبَغي للمُسلمين أنْ يُحافِظُوا على ميقاتِ هذا الشَّهرِ الكَريمِ، وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "يتَحفَّظُ مِن شعبانَ"، أي: يتَكلَّفُ في حِفْظِ أيَّامِ شَعبانَ وعَدِّها، "ما لا يتَحَفَّظُ مِن غيرِه"، أي: مِن الشُّهورِ "ثمَّ يَصومُ لرؤيَةِ رمضانَ" إذا رُؤِيَ الهِلالُ ليلةَ الثَّلاثين مِن شعبانَ، "فإنْ غُمَّ"، أي: الهِلالُ ليلةَ الثَّلاثين مِن شعبانَ، "عليه"، أي: النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فخَفِيَ عليه الهِلالُ فلم يَستَطِعْ أنْ يَراه، "عَدَّ"، أي: أكمَلَ شعبانَ، "ثلاثين يومًا ثمَّ صامَ" رمضانَ بعد إكمالِ شعبانَ ثلاثين يومًا
وفي الحديثِ: حِرْصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على مَواقيتِ العِبادةِ