باب كيف نزول الوحي؟ وأول ما نزل. 1
بطاقات دعوية
عن أبى عثمان قال: أنبئت أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث , فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة: من هذا؟ أو كما قال: قالت: هذا دحية. فلما قام قالت: والله؛ ما حسبته إلا إياه , حتى سمعت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبر خبر جبريل، أو كما قال. قلت لأبى عثمان: ممن سمعت هذا؟ قال: من أسامة بن زيد.
كان جِبريلُ عليه السَّلامُ -وهو الملَكُ الموكَّلُ بالوَحيِ- يَأْتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالوَحيِ على صوَرٍ مُختلِفةٍ؛ منها أنَّه كان يَأْتيهِ في صُورةِ رَجلٍ، وكان يُشبِهُ في الصُّورةِ الَّتي يَأْتي فيها دِحْيةَ بنَ خَليفةَ الكَلبيَّ رَضيَ اللهُ عنه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ أُسامةُ بنُ زَيدٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ جِبريلَ عليه السَّلامُ جاء مرَّةً إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعندَه زَوجتُه أُمُّ سَلَمةَ رَضيَ اللهُ عنها، وأنَّه تحدَّثَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثمَّ قام، فلمَّا انصَرَفَ جِبريلُ عليه السَّلامُ، سَأَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَّ سَلَمةَ: «مَن هذا؟» فقالت: هذا دِحْيةُ الكَلبيُّ، أحَدُ صَحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأقسَمَتْ باللهِ أنَّها ظَنَّتْه دِحْيةَ، ولم تَعلَمْ أنَّه جِبريلُ إلَّا حِينَما سَمِعَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخطُبُ، ويُخبِرُ أنَّ جِبريلَ أتاهُ في صُورةِ إنْسانٍ، وأنَّه يُشبِهُ دِحْيةَ بنَ خَليفةَ رَضيَ اللهُ عنه.