باب لبس البياض من الثياب2

سنن ابن ماجه

باب لبس البياض من الثياب2

حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب
عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "البسوا ثياب البياض، فإنها أطهر وأطيب" (1)

كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحبُّ النَّظافةَ والجَمالَ في الهيئةِ والملبَسِ، وقد أرشَدَ أُمَّتَه إلى حُسنِ السَّمتِ وحُسنِ الملبَسِ والهيئةِ؛ فعلَّمَنا ما نلبَسُ وما نترُكُ مِن اللِّباسِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ سَمُرَةُ بنُ جُنْدُبٍ رضِيَ اللهُ عنه: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "الْبَسُوا ثِيابَ البياضِ"، أي: يحُثُّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على لُبسِ اللَّونِ الأبيضِ مِن الثِّيابِ؛ "فإنَّها أطهرُ وأطيبُ"، وذلك أنَّ اللَّونَ الأبيضَ فيه جَمالٌ وفيه طَهارةٌ؛ فإنَّ الثَّوبَ الأبيضَ إذا كان عليه شَيءٌ مِن تُرابٍ، أو من وسَخٍ، أو مِن نجاسةٍ تظهَرُ فيه فتُنَظَّفُ، فيكونُ نقيًّا طاهرًا. وقيل: إنَّه أطهرُ وأطيبُ؛ لبَقائِه على اللَّونِ الَّذي خلَقَه اللهُ عليه كما أشار إليه سُبحانَه بقولِه: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]، وهذا المعنى هو المُناسِبُ؛ لاقترانِه بقولِه: "وكَفِّنُوا فيها موتاكم"، كما في روايةِ ابنِ عبَّاسٍ عند أصحابِ السُّننِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على لُبسِ الثِّيابِ البيضاءِ.