باب لبس البياض من الثياب1

سنن ابن ماجه

باب لبس البياض من الثياب1

حدثنا محمد بن الصباح، أخبرنا عبد الله بن رجاء المكي، عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير ثيابكم البياض، فالبسوها، وكفنوا فيها موتاكم" (3)

الثِّيابُ البِيضُ مِن أفضلِ الثيابِ، ففِيها تَظهرُ نظافةُ الإنسانِ، وفي هذا الحديثِ يُوصي النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِلُبسِ الثيابِ ذاتِ اللَّونِ الأبيضِ في قولِه: فإنَّها مِن خَيرِ ثِيابِكمْ، أي مِن أفضلِها وأبرقِها وأنظفِها؛ فإنَّها سُرعانَ ما يُعرفُ اتِّساخُها؛ فيُبادر المسلمُ إلى تَنظيفِها، ويأمرُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِتَكفينِ مَوتى المسلِمينَ فيها.
ثمَّ أوْصى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِتَكحيلِ العَينِ، وأَخْبَر أنَّ خيرَ أكْحالِكم الإِثْمِدُ، و"الإِثمِد": حَجَرٌ أسودُ يميلُ إلى الحُمرةِ يكونُ في بلادِ الحِجاز، وأجودُه يُؤتى به من أصْبهانَ، يَجلو البصرَ، أي يحافِظُ على العَينِ ويُقوِّيها ويَنفعُها ويَزيدُ من إبصارِها، ويُنبت الشَّعرَ، أي: شعرَ الجَفنِ؛ فإنَّ كُحلَ الإثْمِدِ يُساعد على إنْباتِه، وقدْ كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَكْتحِلُ، ويلبسُ الثِّيابَ البِيضَ.
وفي هذا الحَديثِ: الحَضُّ على النَّظافةِ وإظهارِها، والحَضُّ على الحِفاظِ على الصِّحَّةِ، والأخْذُ بالأسبابِ التي تُساعدُ على المحافظةِ عَليها.