باب لبس الصوف3
سنن ابن ماجه
حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا موسى بن الفضل، عن شعبة، عن هشام بن زيد
عن أنس بن مالك، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسم غنما في آذانها، ورأيته متزرا بكساء (2)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أكثرَ الناسِ تواضُعًا، ويَقومُ في مَصالِحِ المسلِمين ويَرْعاها، ومِن ذلك أنَّه كان يَهتَمُّ بأمرِ صدَقاتِ المسلِمين ويَعلَمُها ويحفَظُها، ويجعَلُ مَن يقومُ عليها، ورُبَّما فعَل بعضَ مَصالِحِها بيَدِه الشَّريفةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَسِمُ غَنمًا"، أي: يجعَلُ فيها علامةً بالكَيِّ "في آذانِها"، أي: كان الكَيُّ في الآذانِ وليس في الوجهِ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم نَهى في أحاديثَ أُخَرَ عنه، والحِكمةُ مِن وَسْمِ البهائمِ: تَمييزُها، ولِيَرُدَّها مَن أخَذَها ومَن الْتقَطَها، ولِيَعرِفَها صاحبُها، فلا يَشتَريها إذا تَصدَّق بها مَثلًا؛ لِئَلَّا يَعودَ في صدَقتِه؛ فلا يُنافِي هذا الفِعلُ النَّهيَ عن المُثلةِ وعن التعذيبِ بالنارِ؛ فإنَّه مخصوصٌ من عُمومِ النهيِ للحاجةِ، كالخِتانِ للآدميِّ.
قال أنسٌ رَضِي اللهُ عَنه: "ورَأيتُه متَّزِرًا بكِساءٍ"، أي: مُكتَفِيًا في مَلبَسِه بالإزارِ.
وفي الحديثِ: اعتناءُ الإمامِ بأموالِ الصَّدقةِ، وتَولِّيها بنَفْسِه.
وفيه: مَشروعيَّةُ إيلامِ الحَيوانِ للحاجةِ.