باب ما أحد أغير من الله عز وجل 1
بطاقات دعوية
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل من أجل ذلك مدح نفسه وليس أحد أغير من الله عز وجل من أجل ذلك حرم الفواحش وليس أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل. (م 8/ 100 - 101)
اتَّصف اللهُ عزَّ وجَلَّ بكُلِّ كَمالٍ يَليقُ بذاتِه سُبحانَه، وتقدَّس وتنَزَّه عن كلِّ النَّقائِصِ
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذكر أنَّه لَا أَحَدَ أشدُّ غَيْرَةً مِن اللهِ سُبحانه وتعالَى على عِبادِه، فاللهُ سُبحانَه وتعالَى يَغارُ أنْ تُنتهَكَ مَحارِمُه؛ ولذلك حرَّم الفواحِشَ، وهي كُلُّ خَصلةٍ قَبيحةٍ مِنَ الأقوالِ والأفعالِ، فاللهُ سُبحانَه حرَّم الفواحشَ سِرَّها وعَلانيَتَها، غَيْرَةً على عِبادِه وحِفظًا لِمَصالِحِهم، ومِن ثمَّ فظُهورُ الفواحشِ مُؤذِنٌ بخَطَرٍ عَظيمٍ، ومُؤذِنٌ بتَعْجيلِ العُقوبةِ
وغَيْرةُ الله تعالى من جِنسِ صِفاتِه التي يختصُّ بها؛ فهي ليست مماثِلةً لغَيرةِ المخلوقِ، بل هي صِفةٌ تليقُ بعَظَمتِه، مِثلُ الغَضَبِ والرِّضا
ولا أَحَدَ أشدُّ حُبًّا للمَدْحِ -وهو الثَّناءُ الجَميلُ بذِكرِ النِّعَمِ والفضائِلِ- وأكثَرُ إثابةً عليه مِن اللهِ تعالَى؛ ولذلك أَثْنَى سُبحانَه على نفْسِه؛ لِيُعلِّمَ عِبادَه كيفيَّةَ الثَّناءِ عليه
وفي الحَديثِ: إثباتُ صِفتَيِ الغَيرةِ والمحبَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ على ما يَليق بكَمالِه وجَلالِه