باب ما تأخذ النار من المعذبين
بطاقات دعوية
عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته (1) ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته (2). (م 8/ 150)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَستَخدِمُ أسلوبَ التَّرغيبِ تارَةً، والتَّرهيبِ أُخرى، وكان يُحذِّرُ مِن النَّارِ، ويُبيِّنُ شدَّةَ عَذابِها وأهوالِها وفزَعِها حتَّى تَخشَعَ النُّفوسُ، وتَجتَهِدَ للنَّجاةِ مِن جَهنَّمَ مُلتقَى العُصاةِ والكَفرةِ، الَّتي فيها العَذابُ الأَليمُ لِمنْ خالَفَ أمْرَه سُبحانَه وتَعالَى، وتَجنَّبَ هِدايتَه
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ عَذابِ جَهنَّم، وتَفاوُتَ الكفَّارِ في هذا العَذابِ؛ فيُخبِرُ أنَّ مِن أهلِ النَّارِ مَن تَأخذُه النَّارُ إلى كَعبيْهِ، وهوَ العَظمُ النَّاتئُ منَ الجانِبينِ عندَ مَفصِلِ السَّاقِ مِنَ القَدمِ، وليسَ هوَ نهايةَ القَدمِ المُسمَّى بالعَقِبِ، ومِنهم مَن تَأخذُه النَّارُ إلى رُكبتيْه، ومِنهمْ مَن تَأخذُه النَّارُ إلى حُجزَتِه وهوَ مَعْقِدُ إِزاره ووَسطِه، ومِنهُم مَن تَأخذُه النَّارُ إلى تَرقوتِه، وفي رِوايةٍ: «حَقوَيْه»، والمَعنى واحدٌ، وهوَ العَظمُ الَّذي بيْن ثُغْرةِ النَّحرِ والعاتقِ
وفي الحَديثِ: بيانُ تَفاوُتِ العُقوباتِ في الضَّعفِ والشِّدَّةِ، لا أنَّ بعضًا مِن الشَّخصِ يُعذَّبُ دونَ بعضٍ