‌‌باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها2

حدثنا أحمد بن منيع، وعلي بن حجر، المعنى واحد، قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبي عزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، أو قال: بها حاجة ": هذا حديث صحيح وأبو عزة له صحبة واسمه يسار بن عبد، وأبو المليح اسمه عامر بن أسامة بن عمير الهذلي، ويقال: زيد بن أسامة
‌‌

قدَّر اللهُ الموتَ على بَني آدمَ، وجعَل له أسبابًا، بل كتَب في اللَّوحِ المقدَّرِ للشَّخصِ الموتَ فيه، فإذا حان الأجَلُ جعَله هُناك.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إذا قضَى اللهُ"، أي: إذا شاء وقَدَّر "لعبدٍ أنْ يَموتَ بأرضٍ"، أي: تَكونَ نِهايةُ أجَلِه في الدُّنيا بموضعٍ مُعيَّنٍ، وهو غيرُ موجودٍ فيه، "جعَل له إليها حاجةً، أو قال: بها حاجةً"، أي: أظهَر اللهُ سبحانه وتعالى لذلك العَبدِ في تلك الأرضِ شيئًا، فأتَى إليها، فقُبِض فيها، وقد قالَ اللهُ تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان: 34].
وفي الحديثِ: التَّنبيهٌ على التيقُّظِ للموتِ والاستِعدادِ له بالطاعةِ والخُروجِ مِن المظالِمِ وقَضاءِ الدَّيْنِ والوَصيةِ في الحَضرِ، فضلًا عن الخُروجِ إلى السَّفر؛ فلا يَدْري العبدُ أين كُتبِتْ مَنيتُه مِن الأرضِ.
وفيه: أنَّ كلَّ شيءٍ بقَدَرٍ.