باب ما جاء إذا صلى الإمام قاعدا فصلوا قعودا
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا شبابة بن سوار، عن شعبة، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر في مرضه الذي مات فيه قاعدا»،: «حديث عائشة حديث حسن صحيح غريب»
في هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنْه: "صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في مرَضِه"، أي: في مرَضِ موتِه، "خلفَ أبي بكرٍ قاعدًا"، قيل: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في هذه الصَّلاةِ إمامًا، وقيل: كان مأمومًا وأبو بكرٍ رَضِي اللهُ عَنْه هو الإمامُ، وقيل: إنَّه صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم صلَّى صَلاتَين مرَّةً إمامًا، وهي صلاةُ الظُّهرِ، والتي كان فيها مأمومًا هي صلاةُ الصُّبحِ من يومِ الاثنَينِ، وهي آخِرُ صلاةٍ صلَّاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم حين فارَق الدُّنيا، "في ثوبٍ مُتوَشِّحًا به"، والتَّوشُّحُ هو أن يُخرِجَ طرَفَ الثَّوبِ الَّذي ألْقاه على عاتِقِه الأيسَرِ مِن تَحتِ يدِه اليُمْنى، ثمَّ يَعقِدَ طرَفَيهِما على صَدرِه.
قيل: وفي هذا إشارةٌ من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم إلى المسلِمين بِمَن يَخلُفُه علَيهِم بعدَ موتِه.