‌‌باب ما جاء إذا صلى الإمام قاعدا فصلوا قعودا2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء إذا صلى الإمام قاعدا فصلوا قعودا2

حدثنا بذلك عبد الله بن أبي زياد قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن حميد، عن ثابت، عن أنس، قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه خلف أبي بكر قاعدا في ثوب متوشحا به»،: «هذا حديث حسن صحيح»، وهكذا رواه يحيى بن أيوب، عن حميد، عن ثابت، عن أنس، وقد رواه غير واحد، عن حميد، عن أنس، «ولم يذكروا فيه عن ثابت، ومن ذكر فيه عن ثابت فهو أصح»
‌‌_________

في هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنْه: "صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في مرَضِه"، أي: في مرَضِ موتِه، "خلفَ أبي بكرٍ قاعدًا"، قيل: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في هذه الصَّلاةِ إمامًا، وقيل: كان مأمومًا وأبو بكرٍ رَضِي اللهُ عَنْه هو الإمامُ، وقيل: إنَّه صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم صلَّى صَلاتَين مرَّةً إمامًا، وهي صلاةُ الظُّهرِ، والتي كان فيها مأمومًا هي صلاةُ الصُّبحِ من يومِ الاثنَينِ، وهي آخِرُ صلاةٍ صلَّاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم حين فارَق الدُّنيا، "في ثوبٍ مُتوَشِّحًا به"، والتَّوشُّحُ هو أن يُخرِجَ طرَفَ الثَّوبِ الَّذي ألْقاه على عاتِقِه الأيسَرِ مِن تَحتِ يدِه اليُمْنى، ثمَّ يَعقِدَ طرَفَيهِما على صَدرِه.
قيل: وفي هذا إشارةٌ من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم إلى المسلِمين بِمَن يَخلُفُه علَيهِم بعدَ موتِه.