باب ما جاء في الإمام ينهض في الركعتين ناسيا2
سنن الترمذى
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرنا يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن زياد بن علاقة، قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة فلما صلى ركعتين قام ولم يجلس، فسبح به من خلفه، فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم وسجد سجدتي السهو وسلم، وقال: «هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم»،: «هذا حديث حسن صحيح، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم»
كان الصَّحابةُ رِضْوانُ اللهُ علَيهم حَريصين على مُتابعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في كلِّ أفعالِه، وخاصَّةً صلاتَه صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، وعلَّموا مَن بعدَهم سُنَّةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عامرٌ الشَّعبيُّ: "صلَّى بِنا المغيرةُ بنُ شُعبةَ"، أي: كان إمامَهم، "فنهَض في الرَّكعتَين"، أي: قام للرَّكعةِ الثَّالثةِ ولم يَجلِسْ في التَّشهُّدِ الأوسَطِ، "فسبَّح به القومُ"، أي: قالوا: سُبحانَ اللهِ؛ تَنبيهًا له على ما فاته، ولِيَجلِسَ للتَّشهدِ، "وسبَّح بهم"، أي: وقال هو: سُبحانَ اللهِ، تَنبيهًا لهم لِيتَّبِعوه في قِيامِه هذا، وواصَل صلاتَه ولم يَرجِعْ إلى جِلْسةِ التَّشهُّدِ، "فلمَّا صلَّى بقيَّةَ صلاتِه"، أي: فلمَّا أتَمَّ أربَعَ ركَعاتٍ، "سلَّم"، أي: تَحلَّل مِن صَلاتِه، "ثمَّ سجَد سجدَتَي السَّهوِ وهو جالسٌ"، أي: فورَ تَسليمِه، ولم يَفصِلْ بينَ السَّجدتَينِ والتَّسليمِ بقيامٍ أو كلامٍ، "ثمَّ حدَّثَهم أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم فعَل بهم مِثلَ الَّذي فعَل"، أي: إنَّ ما فعَله هو سُنَّةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم للإمامِ الَّذي نَسِي جِلسةَ التَّشهُّدِ؛ فإنَّه لا يَرجِعُ لها، بل يُواصِلُ صَلاتَه ويَسجُدُ للتَّشهُّدِ سجدَتَي سَهوٍ بعدَ التَّسليمِ.