باب ما جاء فى القيام
حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف عن أبى سعيد الخدرى أن أهل قريظة لما نزلوا على حكم سعد أرسل إليه النبى -صلى الله عليه وسلم- فجاء على حمار أقمر فقال النبى -صلى الله عليه وسلم- « قوموا إلى سيدكم ». أو « إلى خيركم ».
فجاء حتى قعد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل الناس منازلهم، فكان صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل كريم أكرمه، وإذا أتاه عظيم قوم رحب به وعظم شأنه
وهذا الحديث جزء من رواية طويلة، فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الأحزاب علم بغدر بني قريظة، فخرج لمقاتلتهم، ثم إن "أهل قريظة" وقريظة قبيلة من قبائل اليهود الذين كانوا في المدينة، "لما نزلوا على حكم سعد"، أي: رضوا بأن يحكم فيهم سعد بن معاذ سيد قبيلة الأوس، فحكم فيهم بأن تقتل مقاتلتهم، وتؤسر نساؤهم وأطفالهم، "أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم"، أي: أرسل إلى سعد رضي الله عنه رسولا يطلبه للحضور إليه، وكان سعد قد أصيب في أكحله يوم الأحزاب، فلزم بيته، ولما طلبه النبي صلى الله عليه وسلم "جاء على حمار أقمر"، أي: لونه مثل القمر أبيض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل قريظة: "قوموا إلى سيدكم، أو: قوموا إلى خيركم"؛ وذلك تعظيما لسعد رضي الله عنه، أو للتسرية عنه بسبب إصابته، فجاء سعد بن معاذ حتى "قعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي: جلس بجانب النبي صلى الله عليه وسلم
وفي الحديث: إكبار عظيم القوم وأهل الخير وتلقيه، والقيام له إذا أقبل