باب ما جاء فى حكم أرض خيبر
حدثنا داود بن معاذ حدثنا عبد الوارث ح وحدثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد بن أيوب أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزا خيبر فأصبناها عنوة فجمع السبى.
يسر الله سبحانه وتعالى فتح خيبر؛ وهي من الفتوحات التي أفادت المسلمين حينها ماديا ومعنويا
وفي هذا الحديث يحكي أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "غزا خيبر"، وكانت في السنة السابعة من الهجرة، قال: "فأصبناها عنوة"، أي: دخلنا خيبر بالقوة وليس سلما، وظاهره أن خيبر كلها فتحت عنوة، "فجمع السبي"، أي: العبيد والإماء.
وأخرج أبو داود في سننه عن سهل بن أبي حثمة الأنصاري رضي الله عنه، أنه قال: "قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر نصفين، نصفا لنوائبه وحاجته ونصفا بين المسلمين، قسمها بينهم على ثمانية عشر سهما"؛ فاختلف في فتح خيبر؛ هل فتحت عنوة أو صلحا، أو تخلى أهلها عنها بغير قتال، أو بعضها فتح صلحا وبعضها عنوة، وبعضها أجلي عنها أهلها رعبا، وهذا هو الأقرب، وعليه مدار السنن الواردة في ذلك، وبه يندفع التعارض بين الأحاديث في ذلك؛ وبيان ذلك: أن خيبر كان لها قرى وضياع خارجة عنها؛ فكان بعضها مغنوما، وهي ما غلب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، وكان سبيلها القسم بين المقاتلين الغانمين وأهل الحديبية، وكان بعضها مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكان خالصا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعه حيث أراه الله من حاجته ونوائبه، ومصالح المسلمين، فنظروا إلى مبلغ ذلك فاستوت القسمة فيها على النصف؛ فالنصف المقسوم من خيبر مأخوذ عنوة، والنصف الذي لم يقسم مأخوذ صلحا، أو أجلي عنها أهلها