باب ما جاء في آخر سورة البقرة2
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الجرمي، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان». هذا حديث غريب
الإيمانُ بالغَيبِ مِن أركانِ الإيمانِ، ومنه ما كان من عِلْمِ الأزلِ عند اللهِ سُبحانَه وتعالى.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ كتَبَ كِتابًا قبْلَ أنْ يخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ بألفيْ عامٍ، أنزَلَ منه آيتينِ"، أي: إنَّ هاتينِ الآيتينِ أنزلَهما اللهُ من كِتابٍ كتَبَه قبْلَ خلْقِه السَّمواتِ والأرضَ بألفيْ عامٍ، قيل: إنَّه تعالى أثبَتَ القُرآنَ في اللَّوحِ المحفوظِ، أو في غيرِه من مطالعِ العُلومِ الغيبيَّةِ، وهاتانِ الآيتانِ "ختَمَ بهما سُورةَ البَقرةِ"، أي: جعَلَ هاتينِ الآيتينِ خاتِمةً لسُورةِ البقرةِ، وهما قولُه تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 285- 286]، "ولا يُقْرَأانِ"، أي: هاتانِ الآيتانِ، "في دارٍ"، أي: في بيتٍ، "ثلاثَ ليالٍ؛ فيقْرَبُها شيطانٌ"، أي: لا يَقترِبُ من هذا البيتِ وهذه الدَّارِ الشَّيطانُ، فضْلًا عن أنْ يدخُلَها.
وفي الحديثِ: فضْلُ هاتينِ الآيتينِ من سُورةِ البقرةِ.