‌‌باب ما جاء في أي دور الأنصار خير4

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في أي دور الأنصار خير4

حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة قال: حدثنا أحمد بن بشير، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير الأنصار بنو عبد الأشهل»: «هذا حديث غريب من هذا الوجه»

للأنصارِ فَضلٌ وباعٌ في خِدْمةِ الإسلامِ؛ باحتِضانِهم هِجْرةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ومَن معَه مِن المسلمين ممَّن هاجر إليها، وقَبِلوا مُقاسَمةَ أموالِهم وأزواجِهم معَ المهاجِرين، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَحفَظُ لهم هذا الفضلَ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِي اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "خيرُ الأنصارِ بَنو عبدِ الأشهَلِ"، أي: مِن خَيرِ قَبائلِ الأنصارِ بَنو عَبدِ الأَشهَلِ، وهُم مِن أَوائِلِ مَن أسلَمَ مِن الأنصارِ على يَدِ مُصعَبِ بنِ عُميرٍ لَمَّا أسلَم زَعيمُهم وكبيرُهم سعدُ بنُ مُعاذٍ، ومِنهم فُضَلاءُ مِثلُ سعدِ بنِ مُعاذٍ، وأُسيدِ بنِ الحُضَيرِ، وعَبَّادِ بنِ بِشْرٍ.
وفي روايةٍ: "إنَّ خيرَ دُورِ الأنصارِ دارُ بَني النَّجَّارِ، ثمَّ عبدِ الأشهَلِ، ثمَّ دارُ بَني الحارثِ، ثمَّ بَني ساعِدةَ"، أي: يَذكُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّ أفضَل قَبائلِ الأنصارِ والعشائرِ هو ما وقَع على التَّرتيبِ في هذا الحديثِ، وكانت الأنصارُ تَنقسِمُ إلى قَبيلتَين الأوسِ والخزرَجِ، وكان بَنو النَّجَّارِ مِن الخزرَجِ، وكان بنو عبدِ الأشهَلِ مِن الأَوسِ، وبَنو الحارثِ مِن الخزرجِ، وكذلك بَنو ساعدةَ، ثم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "وفي كلِّ دُورِ الأنصارِ خيرٌ"، أي: وكذلك الخَيرُ والفضلُ في كلِّ عَشائرِ وقَبائلِ الأنصار، وتفضيلُ بعضِ هذه القبائلِ على بعضٍ إنَّما هو بحسَبِ سَبْقِهم للإسلامِ، وأفعالِهم فيه، وتَفْضيلُهم خبَرٌ مِن الشَّارِعِ؛ فلا يُقدَّمُ مَن أخَّرَ، ولا يُؤخَّرُ مَن قدَّم.