باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين» يعني السبابة والوسطى
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين» وأشار أبو داود بالسبابة والوسطى فما فضل إحداهما على الأخرى؟: هذا حديث حسن صحيح
يومُ القيامةِ حَقٌّ آتٍ لا رَيبَ فيه، وقد مضى قَدَرُ اللهِ عزَّ وجَلَّ أن يأتيَ هذا اليومَ على النَّاسِ بَغتةً، ومِن رحمتِه سُبحانَه بالعِبادِ أن أقام لهم علاماتٍ تدُلُّهم على قُربِ وُقوعِها.
وفي هذا الحَديثِ يَحكِي سَهْلُ بنُ سَعْدٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه رَأى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم «قالَ بإصْبَعَيْهِ هَكَذَا»، أي: أشار، فالقَولُ هنا بمعنى الفِعلِ، «بالوُسْطَى والتي تَلِي الإبْهَامَ» وهي المُسَبِّحَةُ، وتُسَمَّى السَّبابةَ، قال: «بُعِثْتُ والسَّاعَةُ كهاتَيْنِ»، يعني: أنَّ السَّاعةَ وبَعثةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُقتَرِنَانِ كاقتِرانِ الإصبَعَينِ، أو الفارِقُ بين بَعْثَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقيامِ السَّاعةِ كالفَرقِ بين الإصبَعَينِ في الطُّولِ، والمرادُ بيانُ قُربِ وقتِ قِيامِ السَّاعةِ.
وفي الحَديثِ: أنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعةِ وعَلاماتِها السَّابقةِ المتقدِّمةِ: بَعْثَةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فإنَّ بَعْثَتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكَونَه خَاتَمَ النَّبيِّين دَليلٌ على قُربِ السَّاعةِ.
وفيه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاتَمُ الأنبياءِ، وأمَّتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاتِمةُ الأُمَمِ، وعليها تقومُ السَّاعةُ.