باب ما جاء في استحباب اللحد 3
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد
عن سعد، أنه قال: الحدوا لي لحدا، وانصبوا علي اللبن نصبا، كما فعل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1).
كانَ الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عنهم يَتلمَّسون هَدْيَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ويُحاولونَ التَّشبُّهَ بهِ في كلِّ الأَحوالِ؛ في مَحياهُ ومَماتِه، وفي هذا الحديثِ يَضرِبُ سَعدُ بنُ أَبي وقَّاص رَضِي اللهُ عنه مَثلًا واضحًا في اتِّباعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ فيَرْوي عامرُ بنُ سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ أنَّ أباهُ سَعدًا رَضِي اللهُ عنه قالَ في مَرضِه الَّذي ماتَ فيه: «الْحِدوا لي لَحْدًا»، أي: احفِروا لأَجْلي لَحْدًا أُدفَنُ فيهِ، واللَّحدُ: الشَّقُّ الَّذي يُعمَلُ في جانبِ القَبرِ لِوضعِ الميِّتِ، ثُمَّ قال: «وانْصِبوا عَلَيَّ اللَّبِنَ نَصْبًا»، أي: أَقيموا فَوقي الطُّوبَ المصنوعَ مِن الطِّينِ لِلبناءِ، ونَصبُ اللَّبِنِ يَكونُ بوَضعِه مَرصوصًا دونَ أنْ يُوضَعَ بيْنه ما يَجعَلُه يَتماسَكُ مع بعضِه، وزاد في رِوايةِ أبي نُعَيمٍ في المُستخرَجِ: «وَاحْثُوا عَلَيَّ التُّرَابَ». ثُمَّ علَّل سَعدٌ لاختِيارِه ذلكَ بأنَّه يُريدُ أنْ يُفْعَلَ بهِ كَما فُعِل بقبْرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
وفي الحَديثِ: الدَّفنُ في اللَّحدِ ونَصبُ الأَحجارِ عَليه.