‌‌باب ما جاء في التأني والعجلة1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في التأني والعجلة1

حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا نوح بن قيس، عن عبد الله بن عمران، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس المزني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السمت الحسن، والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة» وفي الباب عن ابن عباس وهذا حديث حسن غريب حدثنا قتيبة قال: حدثنا نوح بن قيس، عن عبد الله بن عمران، عن عبد الله بن سرجس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه، ولم يذكر فيه عن عاصم، والصحيح حديث نصر بن علي
‌‌

يُريدُ اللهُ لعبادِه المؤمنين الخيرَ والفلاحَ، وأن يُلبِسَهم لِباسَ التَّقوى،

وفي هذا الحديثِ يُرشِد النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم المؤمنَ لذلك، فيقول: (إنَّ الهَدْيَ الصَّالِح) أي: طريقَ أهلِ الخيرِ والصَّلاحِ، والسَّيرَ على الطَّريقِ المستقيمِ، (والسَّمْتَ الصَّالِح) أي: الهيْئَة الحسَنَة، المليِئَة بالسَّكِينَة والوَقَار، وهو ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، (والاقتصادَ) أي: التَّوَسُّطَ في الأمورِ، والدخولَ فيها برِفقٍ؛ حتى يمكِن الدَّوَامُ عليها، (جزْءٌ مِن خَمْسة وعشرين جُزْءًا مِن النُّبُوَّةِ) أي: هذه الخِلال جزءٌ مِن شَمائلِ الأنبياءِ والمرسَلينَ وفضائِلِهم، فمَن اتَّصف بهنَّ واقْتَدَى بِهم فيها فقدِ اتَّصفَ بما يُوصَف به الأنبياءُ، وكانتْ كَرامةً له مِن اللهِ تعالى؛ لأنَّ النُّبُوَّة لا تتجزَّأُ، ولا هي مُكتَسَبة، ولا نُبوَّةَ بعدَ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم. .