باب ما جاء في الترجيع في الأذان2
سنن الترمذى
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: حدثنا عفان قال: حدثنا همام، عن عامر الأحول، عن مكحول، عن عبد الله بن محيريز، عن أبي محذورة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة»، «هذا حديث حسن صحيح» وأبو محذورة اسمه سمرة بن معير «،» وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا في الأذان " وقد روي عن أبي محذورة: «أنه كان يفرد الإقامة»
الصَّلاةُ لها شُروطٌ لا تتِمُّ إلَّا بها، ومِن هذه الشُّروطِ دُخولُ الوقْتِ؛ فشُرِعَ الأَذانُ للإعْلامِ بدُخولِ وقْتِ الصَّلاةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ الصَّحابيُّ الجَليلُ أبو مَحْذورَةَ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم علَّمَه الأَذانَ"، أي: علَّمَه صِيغةَ الأذانِ - وهو الإعْلامُ بدُخولِ وقْتِ الصَّلاةِ- وكيفيتَه، وعددُ كلِماتِه "تِسْعَ عشْرَةَ كلِمَةً"، أي: جمْلةً مُفيدَةً، "والإقامَةَ"، أي: وعلَّمَه صِيغةَ الإقامةِ- وهي إعلامٌ للدُّخولِ في الصَّلاةِ والإحْرامِ بها- وكيفيتَها، وعددُ كلِماتِها "سبْعَ عشْرَةَ كلِمَةً"، أي: جمْلةً مُفيدَةً.
قال: "الأَذانُ"، أي: كيفيَّةُ الأَذانِ: "اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ"؛ أرْبَعَ مرَّاتٍ، "أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ"؛ مرَّتَينِ بصوْتٍ مُنخفِضٍ، "أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رَسولُ اللهِ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رَسولُ اللهِ"؛ مرَّتينِ بصوتٍ مُنخفِضٍ، وهذا هو التَّرجيعُ، ثمَّ يرْفَعُ صوتَه قائلًا: "أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ"؛ مرَّتينِ، "أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ"؛ مرَّتَينِ، "حَيَّ على الصَّلاةِ، حَيَّ على الصَّلاةِ"؛ مرَّتينِ، ومعناها: أقبِلْ على الصَّلاةِ، "حيَّ على الفَلَاحِ، حيَّ على الفَلَاحِ"؛ مرَّتينِ، ومعناها: أقبِلْ على الفَوْزِ والنَّجاةِ، "اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ"؛ مرَّتين، "لا إلَهَ إلَّا اللهُ"، مرَّةً، وبهذا يتمُّ الأَذانُ.
وفي رِوايةٍ: "فوَصَف الأذانَ بالتَّرجيعِ"، والترجيعُ في الأذان: هو العودُ إلى الشَّهادتَينِ مرَّتَينِ برَفْعِ الصَّوتِ بعدَ قولِهما مرَّتَينِ بصوتٍ مُنخفِضٍ.
"والإقامَةُ"، أي: كيفيَّةُ الإقامَةِ: "اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ"؛ أربَعَ مرَّاتٍ، "أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ"؛ مرَّتينِ، "أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، أشهَدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ"؛ مرَّتَينِ، "حَيَّ على الصَّلاةِ، حَيَّ على الصَّلاةِ"؛ مرَّتينِ، "حيَّ على الفَلَاحِ، حيَّ على الفَلَاحِ"؛ مرَّتينِ، "قدْ قامَتِ الصَّلاةُ، قدْ قامَتِ الصَّلاةُ"؛ مرَّتينِ، أي: قد قرُبَتْ وحانَتْ، "اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ"؛ مرَّتينِ، "لا إلَهَ إلَّا اللهُ"؛ مرَّةً، وبهذا تتِمُّ الإقامَةُ.
وفي الحَديثِ: التَّرجيعُ في الأَذانِ؛ وهو أن يخفِضَ صوْتَه بالشَّهادتَينِ ثمَّ يرْفعَه بهِما.
وفيهِ: تثنِيَةُ الإقامَةِ.