باب ما جاء في التسليم قبل الاستئذان1
سنن الترمذى
حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا روح بن عبادة، عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان، أن عمرو بن عبد الله بن صفوان، أخبره أن كلدة بن حنبل، أخبره أن صفوان بن أمية بعثه بلبن ولبأ وضغابيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي، قال: فدخلت عليه ولم أسلم ولم أستأذن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ارجع فقل: السلام عليكم أأدخل "؟ وذلك بعد ما أسلم صفوان قال عمرو: وأخبرني بهذا الحديث أمية بن صفوان، عن كلدة بن حنبل، ولم يقل سمعته من كلدة،: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج» ورواه أبو عاصم، أيضا عن ابن جريج، مثل هذا. وضغابيس: هو حشيش يؤكل
شُرِعَ الاستِئْذانُ لحِمايَةِ البُيوتِ؛ حتَّى لا يَهجُمَ الإِنسانُ على عَوْراتِ النَّاسِ، ويَنظُرَ منهم ما يَكْرَهون.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ كَلَدةُ بنُ الحَنبَلِ "أنَّ صَفْوانَ بنَ أُمَيَّةَ، بعَثَه إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بلَبَنٍ وجَدَايةٍ"، والجَدَايةُ ما كان عِندَه ستَّةُ أشهُرٍ أو سبعةُ أشهُرٍ مِن أولادِ الظِّباءِ، "وضَغابِيسَ"، وهي صِغارُ القِثَّاءِ، قال: "والنَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بأعْلى مكَّةَ، فدَخَلتُ ولم أُسلِّمْ"، يعني: دخَلتُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ولم أَستَأذِنْ ولم أُسلِّمْ، فعلَّمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم آدابَ الاستِئْذانِ، فأمَرَه وقال له: "ارجِعْ فقُلِ: السَّلامُ علَيكُم، وذاك بعدَما أسلَمَ صَفْوانُ بنُ أميَّةَ"، وهو أميَّةُ بنُ صَفْوانَ بنِ أميَّةَ بنِ خلَفٍ الجُمَحيُّ المكِّيُّ، وكان إسلامُه بعدَ أنْ شَهِد حُنينًا مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كافرًا، وكان مِن المؤلَّفةِ قلوبُهم.