باب ما جاء في الخطبة يوم الجمعة 1
سنن ابن ماجه
حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر (ح)
وحدثنا يحيى بن خلف أبو سلمة، حدثنا بشر بن المفضل، عن عبيد الله، عن نافع
عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب خطبتين يجلس بينهما جلسة (2). زاد بشر: وهو قائم (3).
خُطبَةُ الجُمُعةِ شَعيرةٌ عظيمةٌ مِن شَعائرِ الدِّينِ، ويُحرَصُ فيها علَى الإبلاغِ وإسْماعِ الحاضِرينَ؛ ليَتعلَّموا من الخَطيبِ ما يُقَرِّبُهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وما يُرغِّبُهم فيما عِندَ اللهِ تعالى مِن الثوابِ، وما يُحوِّفُهم مِن عِقابِه بالمواعِظِ المُؤثِّرةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه عن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في خُطبةِ الجُمُعةِ، وأنَّها تَتكوَّنُ مِن خُطبَتَينِ قبْلَ الصَّلاةِ، يَعِظُ فيهما النَّاسَ، ويُعلِّمُهم مِن أُمورِ دِينِهم ودُنْياهم، وكانت صِفَتُهما: أنْ يَقِفَ لهما على المِنبرِ، ويَفصِلَ بيْنَهما بجِلسةٍ خَفيفةٍ للاستِراحةِ، ويَكونَ مُقبِلًا على النَّاسِ بوَجْهِه، ومِثلُها خُطبةُ العيدَينِ، إلَّا أنَّها تَكونُ بعْدَ الصَّلاةِ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أوَّلِ أمْرِه يَقِفُ على جِذْعِ نَخلةٍ، ثمَّ تحَوَّلَ منه إلى المِنبرِ.