باب ما جاء في الرايات1
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدثنا أبو يعقوب الثقفي قال: حدثنا يونس بن عبيد، مولى محمد بن القاسم قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب أسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «كانت سوداء مربعة من نمرة»: وفي الباب عن علي، والحارث بن حسان، وابن عباس: وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة، وأبو يعقوب الثقفي اسمه: إسحاق بن إبراهيم، وروى عنه أيضا عبيد الله بن موسى
كان التَّابعونَ يَحرِصونَ على مَعرفةِ أدَقِّ تَفاصيلِ سُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهُم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ التابعيُّ يُونُسُ بنُ عُبيدٍ: "بَعَثني مُحمَّدُ بنُ القاسمِ إلى البَراءِ بنِ عازِبٍ يَسأَلُه عن رَايةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما كانَتْ؟"، أي: ما لَونُها؟ وهَيْئتُها؟ والرَّايةُ: العَلَمُ الَّذي يُرْفَعُ للجيشِ لِيُميَّزَ به، فقال البَراءُ رَضِيَ اللهُ عنه: "كانت سَوداءَ مُرَبَّعَةً نَمِرَةً" والنَّمِرَةُ تكونُ مِن صُوفٍ فيها خطوطٌ بيضاءُ وسوداءُ، وسُمِّيَتْ نَمِرةً مِن اسْمِ النَّمِرِ وهو الحيوانُ المعروفُ، والمعنى أنَّ أَغْلَبَ لونِها أسودُ وبها خطوطٌ بيضاءُ، أوْ قِيلَ: إنَّها سَوداءُ؛ لأنَّها تُرى من بعيدٍ سَوداءَ، وذِكْرُ النَّمِرَةِ يدلُّ على أنها لَيْسَتْ سَوداءَ خالصةً، وقال هُنا: إنَّها مُرَبَّعَةٌ، أي: مُتساويةُ الأضلاعِ، وطُولهُا وعَرْضُها سَواءٌ.