باب: ومن سورة الحج
سنن الترمذى
حدثنا أبو زرعة، والفضل بن أبي طالب وغير واحد، قالوا: حدثنا الحسن بن بشر، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن عمران بن حصين: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى} [الحج: 2] ": «هذا حديث حسن، وهكذا روى الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، ولا نعرف لقتادة سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أنس وأبي الطفيل، وهذا عندي حديث مختصر» إنما يروى عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، قال: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر، فقرأ: {يا أيها الناس اتقوا ربكم} [لقمان: 33] الحديث بطوله، «وحديث الحكم بن عبد الملك عندي مختصر من هذا الحديث»
اهتمَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بتَعليمِ أصحابِه القرآنَ، وقِراءتِه عليهم حتَّى يَحفَظوه، ويَعقِلوا أحكامَه، ويَتدبَّروه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ عِمرانُ بنُ حُصَينٍ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "قرَأ: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [الحج: 2]، أي: قرَأَها كما هي القِراءةُ المشهورَةُ، ويوجَدُ بالآيَةِ قِراءةٌ أُخرى، وهي: (سَكْرَى)، وهي قِراءةُ عامَّةِ قُرَّاءِ أهْلِ الكوفَةِ مِن القرَّاءِ المشهورِين، والمعنى: أنَّك ترَى- يا محمَّدُ- النَّاسَ يومَ القِيامةِ سُكارَى، وما هُم بسُكارَى، أي: هم شارِدون ويَمِيلون ويَترنَّحون مِثلَ السُّكارَى وشارِبي الخَمْرِ، وهم لَيسوا سُكارَى، ولكنَّ هوْلَ القِيامَةِ أذهَلَهم.
وقد صَحَّ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّ اللهَ أنزَلَ القرآنَ على سَبعَةِ أحرُفٍ، كلُّها شافٍ وافٍ.
وفي الحديثِ: وُرودُ القِراءةِ بالقِراءاتِ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.