‌‌باب ما جاء في قبول الهدية والمكافأة عليها

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في قبول الهدية والمكافأة عليها

حدثنا يحيى بن أكثم، وعلي بن خشرم، قالا: حدثنا عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ويثيب عليها» وفي الباب عن أبي هريرة، وأنس، وابن عمر، وجابر: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عيسى بن يونس عن هشام
‌‌

كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أكثرَ الخَلقِ تَواضُعًا، ومِن ذلك أنَّه كان يَقْبَلُ الهَديَّةَ مِنْ أصحابِه رَضِي اللهُ عَنْهم حتَّى ولو كانت قَليلةً.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يَقبَلُ الهديَّةَ مِن كلِّ مَن أَهْدَى إليه، ولا يَرُدُّ أيَّ هَديَّةٍ تُقدَّمُ إليه مهْما كانتْ يَسيرةً، كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم: «لو أُهدِيَ إلَيَّ ذِراعٌ أو كُراعٌ، لَقَبِلْتُ»، وهذا مِن كَرَمِ نفْسِه وحُسنِ خُلُقِه؛ يَتألَّفُ به القُلوبَ.

وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قبل الهدية «يُثِيبُ عليها»، أي: يُكافِئُ مَن أعطاهُ بهَديَّةٍ مِثلَها أو خَيرًا منها؛ مِن بابِ ردِّ الحُسْنى بأحسَنَ منها أو مِثلِها، ولئلَّا يكونَ لأحدٍ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدٌ، ولا يَلزَمَه لأحدٍ مِنَّةٌ.