باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة 4
سنن ابن ماجه
حدثنا عمار بن خالد الواسطي، حدثنا علي بن غراب، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عبيد بن السباق
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا يوم عيد، جعله الله للمسلمين، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل، وإن كان طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك" (1).
يومُ الجُمعةِ يومٌ عظيمٌ، وفيه يجتمِعُ المُسلمونَ للصَّلاةِ واستِماعِ الخُطبةِ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُنَنَ ذلك اليومِ وآدابَه، وحَثَّنا على الظُّهورِ بأفضلِ مَظهْرٍ فيه، وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "إنَّ هذا يومُ عيدٍ جعَلَه اللهُ للمُسلمينَ"، أي: يومُ سُرورٍ وفرَحٍ عندَ المُسلمينَ؛ لِمَا يشمَلُه مِن اجتماعٍ لهم، وما في اليومِ مِن خَيريَّةٍ على سائرِ الأيَّامِ؛ "فمَن جاء إلى الجُمعةِ فلْيغتسِلْ"، وهذا أمْرٌ بالاغتِسالِ والتَّنظُّفِ ليومِ الجُمعةِ، وروَى أصحابُ السُّننِ من حديثِ سَمُرةَ بنِ جُنُدبٍ رضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : "مَن توضَّأَ يومَ الجُمُعةِ فبها ونِعْمَتْ، ومَن اغتَسل فهو أفضلُ"؛ وذلك لِمَا في الغُسلِ مِن مبالغةٍ في التنظُّفِ وإزالةِ الرَّوائحِ الكَريهةِ لحُضورِ مَجْمَعِ المسلِمينَ. "وإنْ كان طِيبٌ فليمَسَّ منه"، أي: إنْ وُجِدَ عِطرٌ طيِّبٌ فلْيدَّهِنْ منه، "وعليكم بالسِّواكِ"، أي: الْزَموا استخدامَ السِّواكِ لتَطْييبِ الفَمِ، والسواك هو عودُ شَجرِ الآراكِ، ومِن فوائدِه: تنظيفُ الفمِ والأسنان، وإزالةُ الروائحِ الكَريهةِ، وغيرُ ذلك من الفوائدِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضْلِ وأهميَّةِ يومِ الجُمعةِ.
وفيه: بيانُ بعضِ سُنَنِ وآدابِ يَومِ الجُمعةِ للمُصلِّي.