‌‌باب ما جاء في السرايا

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في السرايا

حدثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري، وأبو عمار وغير واحد قالوا: حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربع مائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولا يغلب اثنا عشر ألفا من قلة» هذا حديث حسن غريب، لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم وإنما روي هذا الحديث عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وقد رواه حبان بن علي العنزي، عن عقيل، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
‌‌

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ أنْ يُعلِّمَ أصحابَه أُمورَ دِينِهم ودُنياهم؛ فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كثيرًا ما يُوضِّحُ ويُبيِّنُ لهم خيرَ الأُمورِ وأتَّمَها؛ حتَّى يَظْفَروا بالخيرِ كُلِّه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "خَيرُ الصَّحابةِ أرْبعةٌ"، أي: أفْضَلُ الرُّفقاءِ والصُّحْبَةِ في السَّفَرِ مَنْ عَددُهم أربعةُ نَفَرٍ؛ لِمَا في السَّفَرِ مِن مَخاطِرَ؛ مِن مرَضٍ، أو نُزولِ مَوتٍ، فَيحتاجُ إلى الرَّفيقِ أو الوَصِيِّ، ويَحتمِلُ أنَّ المرادَ بهم مَن يَصحَبُ الإنسانَ في حضَرِه ويتَّخذُهم أعْوانًا على أُمورِه، ويَحتمِلُ أنَّ تكونَ الحكمةُ مَجهولةً، وفي رِوايةٍ أُخْرى: "أنَّ الثَّلاثةَ رَكْبٌ"؛ فيُفْهَمُ مِن ذلك أنَّ الأفضَلَ ألَّا يَقِلَّ عَددُ المسافِرينَ عن ثَلاثةٍ، وكُلَّما زادَ العددُ كان أفضَلَ. وفي تَمامِ الرِّوايةِ عندَ أبي داودَ: "وخيرُ السَّرايا أرْبعُ مئةٍ، وخَيرُ الجيوشِ أرْبَعةُ آلافٍ، ولنْ يُغْلَبَ اثنا عشَرَ ألْفًا مِن قِلَّةٍ" .