‌‌باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء

حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب، وسفيان بن وكيع، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثنا أبو الأبرد، مولى بني خطمة، أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصلاة في مسجد قباء كعمرة»، وفي الباب عن سهل بن حنيف، «حديث أسيد حديث حسن صحيح، ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا الحديث، ولا نعرفه إلا من حديث أبي أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر»، «وأبو الأبرد اسمه زياد مديني»
‌‌

مَسْجِدُ قُباءٍ أُسِّسَ على التَّقْوى، وهو أوَّلُ مَسجِدٍ بناه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالمدينةِ، وللمَشيِ إليه والصَّلاةِ فيه فَضلٌ عظيمٌ.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "مَن تَطَهَّرَ في بيتِه"، أي: أتَمَّ طَهارتَه بالاستنجاءِ والوُضوءِ قبْلَ خُروجِه مِن البَيتِ، "ثمَّ أتَى"، أي: ذهَبَ إلى، "مَسجِدِ قُباءٍ" ويُعْرَفُ أيضًا بمسجِدِ بني عمْرِو بنِ عوْفٍ، وكانت قُباءٌ قريةً على بُعْدِ مِيلَينِ أو ثلاثةٍ مِن المدينةِ، صلَّى فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عندَ دُخولِ المَدينةِ النَّبويَّةِ في الهجرةِ، "فصَلَّى فيه صَلاةً"، وفي روايةٍ: "فصَلَّى فيه"، أي: صَلَّى فيه فريضةً أو نافِلةً، "كان له كأجْرِ عُمْرةٍ"، أي: كان أجْرُ الصَّلاةِ فيه بمثْلِ ما يُؤْجَرُ على العُمرةِ لبيتِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
ومَسجِدُ قُباءٍ ذَكَرَه اللهُ في قولِه تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]، فهو المَسجِدُ الَّذي أسَّسَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أوَّلِ مَقْدَمِه المدينةَ على التَّقوى والإيمانِ، وروَى عمرُ بنُ شبَّةَ في "أخبارِ المدينةِ" بإسنادٍ صحيحٍ عن سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، أنَّه قال: "لَأَنْ أُصَلِّيَ في مَسجِدِ قُباءٍ رَكعتينِ أحَبُّ إليَّ مِن أنْ آتِيَ بيتَ المقدِسِ مَرَّتينِ، لو يَعلَمونَ ما في قُباءٍ لضَرَبوا إليه أكبادَ الإبلِ".
وفي الحديثِ: بيانُ فَضْلِ مَسجِدِ قُباءٍ وأجْرِ الصَّلاةِ فيه.