باب ما جاء في الغيرة
سنن الترمذى
حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا سفيان بن حبيب، عن الحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يغار، والمؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه» وفي الباب عن عائشة، وعبد الله بن عمر.: «حديث أبي هريرة حديث حسن غريب» وقد روي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة، عن أسماء بنت أبي بكر، عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث. " وكلا الحديثين صحيح، والحجاج الصواف هو الحجاج بن أبي عثمان، وأبو عثمان: اسمه ميسرة، والحجاج يكنى أبا الصلت وثقه يحيى بن سعيد ". حدثنا أبو بكر العطار، عن علي بن المديني قال: سألت يحيى بن سعيد القطان عن حجاج الصواف؟ فقال: ثقة، فطن كيس "
اللهُ سبُحانَه وتعالى متَّصِفٌ بصفاتِ الجَلالِ والكَمالِ، وقد حدَّ حدودًا وشرائِعَ، وأمر الأنبياءَ والمرسلين بتبليغِها؛ فأقام الحُجَّةَ على النَّاسِ وأعلَمَهم بالحَلالِ والحرامِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالَى يَغارُ، وأنَّ غَيرتَه أنْ يَأتيَ المؤمنُ ما حرَّمَ اللهُ، ومعْناه: أنَّ غَيرتَه ثابتةٌ لأجْلِ ألَّا يَأتيَ المؤمنُ مَحارِمَه، وخَصَّ المؤمنَ دُونَ غيرِه؛ لأنَّ انتهاكَ المحارِمِ مِنَ المؤمنِ أعظَمُ مِن وُقوعِه مِن غَيرِه.
وغيرةُ اللهِ تعالى من جِنسِ صِفاتِه التي يختَصُّ بها؛ فهي ليست مماثِلةً لغَيرةِ المخلوقِ، بل هي صفةٌ تليقُ بعَظَمتِه دونَ تكييفٍ أو تشبيهٍ أو تعطيلٍ.
وفي الحَديثِ: إثباتُ صِفةِ الغَيرةِ للهِ سبحانه وتعالى.
وفيه: التحذيرُ مِن اقترافِ المحَرَّماتِ.