‌‌باب ما جاء في القراءة بالليل2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في القراءة بالليل2

حدثنا أبو بكر محمد بن نافع البصري قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن إسماعيل بن مسلم العبدي، عن أبي المتوكل الناجي، عن عائشة، قالت: «قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية من القرآن ليلة»: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه»
‌‌

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقومُ اللَّيلَ، ويتضرَّعُ إلى اللهِ ويدْعو لأُمَّتِه بكلِّ خيرٍ ورحمةٍ.
وفي هذا الحديثِ تقولُ أُمُّ المؤمنين عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: في صلاةِ نافلةِ اللَّيلِ، "بآيةٍ"، أي: واحدةٍ، "مِن القرآنِ ليلةً"، أي: كان يُردِّدُ هذه الآيةَ طولَ صلاتِه ولا يَعْدُوها، وقد كانتْ عادتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا مرَّ بآيةِ رحمةٍ وقَفَ وسأَلَ، وإذا مرَّ بآيةِ عذابٍ وقَفَ واستعاذَ، كما عندَ أبي داودَ وغيرِه.
وهذا الحديثُ رواهُ النَّسائيُّ وابنُ ماجهْ، عنْ أبي ذَرٍّ، وفيه: "فقالَ القومُ لأَبِي ذَرٍّ: أَيَّةُ آيَةٍ هي؟ فقال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]"، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدْعو لأُمَّتِه؛ شفقةً عليهم مِن عذابِ اللهِ، ورجاءَ أنْ يَرحَمَهم اللهُ برحمتِه .