‌‌باب ما جاء في القراءة بالليل1

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في القراءة بالليل1

حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا يحيى بن إسحاق قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: «مررت بك وأنت تقرأ وأنت تخفض من صوتك»، فقال: إني أسمعت من ناجيت، قال: «ارفع قليلا»، وقال لعمر: «مررت بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك»، قال: إني أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان، قال: «اخفض قليلا» وفي الباب عن عائشة، وأم هانئ، وأنس، وأم سلمة، وابن عباس: «هذا حديث غريب، وإنما أسنده يحيى بن إسحاق، عن حماد بن سلمة، وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت، عن عبد الله بن رباح مرسلا»
‌‌

في هذا الحَديثِ يَحكي أبو قتادةَ رضي اللهُ عنه "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَج ليلةً فإذا هو بأبي بكرٍ رضي اللهُ عنه"، يَعني مرَّ بأبي بكرٍ رضي اللهُ عنه، "يُصلِّي، يَخفِضُ مِن صوتِه"، يَعني كانت قِراءتُه في صلاتِه خافضًا صوتَه، ثمَّ قال أبو قَتادةَ: "ومرَّ"، أيِ: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "بعُمرَ بنِ الخطَّابِ وهو يُصلِّي رافعًا صوتَه"، يعني: كانت قراءتُه في الصَّلاةِ بصوتٍ عالٍ، قال: "فلمَّا اجتمَعا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: يا أبا بكرٍ، مرَرتُ بك وأنت تُصلِّي تَخفِضُ صوتَك، قال: قد أسمَعْتُ مَن ناجيتُ يا رَسولَ اللهِ"، يَعني أنا أُناجي ربِّي وهو يَسمعُني، لا يَحتاجُ إلى أنْ أرفَعَ صوتي، قال: "وقال لِعُمرَ: مرَرتُ بك وأنت تُصلِّي رافِعًا صوتَك، قال: فقال: يا رسولَ اللهِ، أوقِظُ" يعني أُنبِّه "الوَسْنانَ"، وهو النَّائِم الَّذي ليسَ بمُسْتَغرِقٍ في نَومِه، "وأطرُدُ"، يعني: أُبعِدُ "الشَّيطانَ".
زادَ الحسنُ في حديثِه: فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يا أبا بكرٍ، ارفَعْ مِن صَوتِك شيئًا"؛ حتَّى تُسمِعَ غيرَك فيَتذكَّرَ، فيقتَدِيَ بك، وقال لعُمر: "اخفِضْ مِن صوتِك شيئًا"؛ لئلَّا تُشوِّشَ على مُصلٍّ أو نائمٍ أو مَعذورٍ.
وفي الحديثِ: تعاهُدُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابِه، وإرشادُهم إلى الأَفضلِ في العِبادةِ.