‌‌باب ما جاء في كراهية التعليق

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في كراهية التعليق

حدثنا محمد بن مدويه قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عيسى، أخيه قال: دخلت على عبد الله بن عكيم أبي معبد الجهني، أعوده وبه حمرة، فقلنا: ألا تعلق شيئا؟ قال: الموت أقرب من ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من تعلق شيئا وكل إليه»: وحديث عبد الله بن عكيم إنما نعرفه من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن أبي ليلى، نحوه بمعناه: وفي الباب عن عقبة بن عامر
‌‌_________‌‌_________‌‌_________‌‌_________‌‌

الإسلامُ دِينُ التَّوحيدِ؛ لذلك قَطَعَ كُلَّ طريقٍ يُوصِّلُ إلى الشِّرْكِ وحذَّرَ من أسبابِهِ ووَسائلِهِ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَنْ "تَعلَّقَ شيئًا"، أي: علَّق على نَفْسِهِ شيئًا مِنَ التَّمائمِ ونحوِها لجَلْبِ نَفْعٍ له أو دَفْعِ ضُرٍّ عنهُ، "وُكِلَ إليه"، أي: تُرِكَ أَمْرُهُ إلى ذلك الشَّيءِ، وهو لا يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ، والمعنى: أنَّ مَنْ تَمسَّكَ بشيءٍ مِنَ المُداواةِ، واعْتَقدَ أنَّ الشِّفاءَ منه لا مِنَ اللهِ تعالى لم يَشْفِهِ اللهُ، بلْ وَكَلَ شفاءَه إلى ذلك الشَّيءِ، وحينئذٍ لا يَحْصُلُ شِفاؤُه؛ لأنَّ الأشياءَ لا تَنْفَعُ ولا تَضُرُّ إلا بإذنِ اللهِ تَعالى.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِنَ التَّعلُّقِ بغيرِ اللهِ.