باب ما جاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها 3
سنن ابن ماجه
حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا عبد الرحمن المحاربي، عن حجاج بن أرطاة، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش
عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراط (2)، والذي نفس محمد بيده، القيراط أعظم من أحد هذا" (3).
مِن إكرامِ المسلِمِ والإحسانِ إليه اتِّباعُ جَنازتِه إذا مات، والصَّلاةُ عليه، وفي ذلك أجرٌ عظيمٌ، وثوابٌ جزيلٌ لِمَن قامَ به إيمانًا واحتِسابًا.
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُصولَ الأجرِ العَظيم في اتِّباعِ الجنائزِ، وأنَّ مَن تَبِعَ جَنازةَ مُسلِمٍ إيمانًا واحتسابًا، أي: تَصديقًا بوَعْدِ الله، واحتسابًا للأجرِ مِن اللهِ، ورَغبةً في ثَوابِه، مُخلِصًا للهِ تعالى وحْدَه، لا يَقصِدُ مُراءاةَ النَّاسِ، ولا غيرَ ذلك ممَّا يُخالِفُ الإخلاصَ، وصلَّى على الجِنازةِ وتَبِعَها حتَّى يُفرَغَ مِن دفْنِها؛ فإنَّه يُحصِّلُ مِن الأجرِ قِيراطينِ، كلُّ قِيراطٍ مِثلُ جَبلِ أُحُدٍ، وهو الجَبَلُ المعروفُ على مَشارِفِ المدينةِ مِن الجِهةِ الشَّماليَّةِ على بُعدِ 4 أو 5 «كم» مِن المسجدِ النَّبويِّ، وطُولُه 7 كم، وعرْضُه بيْن 2 و3 كم، وارتفاعُه يَصِلُ إلى قُرابةِ 350 مترًا، وحُصولُ القِيراطينِ هاهنا مُقيَّدٌ بثَلاثةِ أشياءَ؛ الأوَّلُ: اتِّباع الجنازةِ، والثاني: الصَّلاةُ عليه، والثَّالثُ: حُضورُ الدَّفنِ، أمَّا مَن صلَّى عليها فقطْ ورجَع قبْلَ أنْ تُدفَنَ، فقد حصَّل مِن الأجرِ قِيراطًا واحدًا.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الصَّلاةِ على الميِّتِ، واتِّباعِ جنازتِه، وحُضورِ دَفْنِه.وفيه: بَيانُ عِظَمِ فضْلِ اللهِ وعِظَمِ ما يُعطِيه مِن الأجْرِ والثَّوابِ على العَملِ القليلِ.